مطعم الطازج: رحلة التميز من المزرعة إلى المائدة

الشيخ عبد الرحمن فقيه مكاوي الأصل، وُلد سنة 1925، وعرفه الناس من زمان في مجال الدواجن والضيافة، فكرته كانت بسيطة جداً ولكنها كانت فريدة: وهي مطعم سعودي 100٪ يقدّم وجبات سريعة صحيّة، ويكون بديل عن الماركات العالمية مثل كنتاكي وماكدونالدز  وغيرها واللي بدأت تنتشر آنذاك، فكرته لم تكن مجرد تجارية، بل كانت مشروعًا وطنيًا يفتخر به السعوديون، حيث اعتمد على الدجاج المحلي الطازج والخلطات الصحية، مع اضافة لمسة مميزة من النكهة الشرقية الأصيلة.

في عام 1989 كان أول أفتتاح لفروع المطعم وبالتحديد في مكة المكرمة في شارع العزيزية وكان شعارهم: «ما ننافس الموجود ولا نكرّر اللي يسوّيه غيرنا». قدّموا فروج صغير عمره 21 يوم، يجي مباشرة من مزارع فقيه، بعد ذلك يبدأ التنظيف ويتبّل بخلطة طبيعية من الثوم والطماطم والليمون والزنجبيل والبهارات، ثم ينتقل إلى مرحلة اليشوى على الفحم ويُقدَّم مع بطاطس وكول سلو وطحينة وخبز. وما كان فيه خلطة سرية، كما يقولون: «اللي ما يعرف للصقر يشويه، واللي ما يعرف للفروج يقليه».

بعد الفرع الاول لهم في مكّة والاقبال الكبير الذي حصل بدأو في التوسع في ربوع الممكلة، فبعد سنة واحدة تم افتتاح فرعهم الاول في جدة عام 1990، وفي السنة التالية فرعهم الثالث في مدينة الرياض وذلك في عام 1991، وبعدها دخلوا الإمارات نفس السنة.

اليوم وصل عدد فروعهم في الممكلة أكثر من 100 فرع موزعة على اشهر الاحياء وأكثرها نشاطاً وأصبح واحد من أقوى المنافسين لمطاعم المحلية مثل البيك، بعد ذلك بدأ توسعهم أقليمين في عدد من الدول لاعربية فلهم فروع في الإمارات، قطر، البحرين، الكويت، عُمان، الأردن، مصر، المغرب، ماليزيا، تشاد، وحتى شيكاغو (تحت اسم Taza) ووفقًا للموقعهم الرسمي بلغ عدد فروع الطازج أكثر من 100 فرع في منطقة الخليج ربنا يزيد ويبارك، مع خطط مستقبلية للتوسع في أسواق غير عربية، خاصة مع اهتمام المستهلكين الأوروبيين والأمريكيين المقيمين في الخليج بخيارات الطعام الصحية.

اللي يفرّق الطازج عن غيره مش بس الشوي على الجمر، لا السر الأكبر في (العمر الدجاج المحدّد) كل فرخة تدخل مطابخ المطعم عمرها بالضبط 21 يوم، وهو العمر اللي تكون فيه لحمها طري واللحم أبيض فاتح، وهذا ليس بالغريب عليهم  حيث تُربّى في مزارع فقيه وفق أعلى معايير السلامة الغذائية وتحت إشراف بيطري دائم، وبمجرد ما تكتمل الـ21 يوم، تُنقل للذبح في المجزر التابع للمجموعة، ثم تُبرد وتُجهّز خلال ساعات قليلة لاستخدامها في الفروع، فما يمرّ على الفرخة أكثر من يومين من المزرعة لحدّ ما يتم شويها هالسرعة هي اللي تضمن اللون الوردي للحم والعصارة اللي تطّلع مع أول قطعة، وتخلي الزبون يذوّق فرق «الطازج» فعلاً.